احذر من أن تكون ضيفا ثقيلا

حوار: كارمن العسيلي

إتيكيت 1585

احذر من أن تكون ضيفاً ثقيلاً

  • على كل شخص ينوي المبيت في بيت أحدهم، أن يأخذ كل احتياجاته الشخصية معه، بحيث لا يطلب أي شيء من صاحب البيت.
  • على الضيف ألا يتدخل في أسلوب تربية المضيف لأبنائه بأي شكل من الأشكال

احذر من أن تكون ضيفا ثقيلاتلقيت دعوة لتمضية عطلة نهاية الأسبوع عند أصدقاء أو أقارب لك. وهذا يعني أنك ستبيت عندهم بضع ليالٍ. فهل ثمة قواعد يجب اتباعها في مثل هذه المناسبات؟
محمد حسن المرزوقي، خبير الإتيكيت والبروتوكول في دولة الإمارات العربية المتحدة، يحدثنا عن كيفية التصرف في الزيارات المطولة
يعتبر محمد المرزوقي أن الزيارات المطولة غير مرغوبة كثيراً، لاسيما إذا تكررت أكثر من مرة مع المضيف والضيف نفسيهما. ويوضح أنه كلما قلل الإنسان تلك الزيارات، خفف عنه وعن المضيف الكثير من المتاعب، مستشهداً بالحديث الشريف: «زُر غباً تزدد حباً». بمعنى آخر، إذا استضافك أحد أصدقائك الذين يعيشون في بلد أوروبي في بيته خلال العطلة الصيفية الماضية، وكنت قد استمتعت جداً بمكوثك هناك، حاول ألا تمضي عطلتك الصيفية الحالية عنده، لعله يرغب في أخذ استراحة، وقد يخجل من أن يقول لك ذلك

نظام البيت

يؤكد محمد المرزوقي أهمية أن يحترم الضيف نظام البيت الذي سيمضي فيه بضع ليالٍ. فمثلاً إذا كان صاحب البيت معتاداً على النوم باكراً، عليه أن يفعل المثل، أو العكس إذا كان المضيف يحب السهر، على الضيف أن يجاريه ويسهر معه.
أما إذا كان صاحب البيت ملتزماً دينياً ولا يسمع الأغاني ولا يسمح بمشاهدة بعض القنوات، على المضيف أن يراعي هذا الأمر وألا يقول له مثلاً: «بما أنني ضيفك اسمح لي بأن أتصرف على راحتي وأشاهد القناة الفلانية»، هذا أمر لا يجوز.
ويشدد المرزوقي على الضيف بألا يتدخل في أسلوب تربية المضيف لأبنائه، بأي شكل من الأشكال. فإذا كان صاحب البيت لا يسمح لأولاده بسماع الموسيقى لا يجوز للضيف أن يطلب منه السماح لهم بذلك، طالما هو موجود في المنزل. كما لا يجوز مثلاً التعليق على تأخر البنت أو الابن في العودة إلى المنزل ليلاً. من غير اللائق أن يقول الضيف لمضيفه: «كيف تسمح لأبنائك بالعودة في ساعة متأخرة من الليل، أو كيف تسمح لابنتك بالخروج، وهي تضع ماكياجاً صارخاً؟». يجب ألا يتدخل الضيف في شؤون الأسرة التي تستضيفه، فهو ليس معنياً بالأبناء ولا دخل له فيهم ولا في مواعيد خروجهم أو عودتهم، ولا في ما يلبسونه أو يأكلونه. وعليه أيضاً ألا يعطي نصائحه لهم، كي لا يخرب على الأب أو الأم سنوات تربيتهم لأبنائهم في غضون يومين أو ثلاثة أيام.
ويشير المرزوقي إلى ضرورة مبادرة الضيفة، التي ترافق زوجها، مساعدة المضيفة في بعض الأعمال المنزلية البسيطة، كأن ترتب أسرّة الغرفة التي تنام فيها، وإذا كان معها أطفال أن تعتني بالغرفة، التي ينامون فيها وتحافظ على نظافتها وترتيبها.

في أرجاء المنزل

يرى المرزوقي أن الإنسان المتحضر يجب أن يراعي عدم الإسراف في استهلاك الكهرباء وصرف الماء. وينصح الضيف بأن يطفئ المصابيح التي لا يحتاج إلى نورها، وبأن يحرص مثلاً على إطفاء نور الحمام بعد الخروج منه، وألا يُبقي مياه الحنفية جارية طيلة الوقت، وأن لا يشغل المكيف في الغرفة التي لا يجلس فيها. فهذه التصرفات البسيطة سيقدرها المضيف كثيراً.
يتابع محمد حديثه، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على نظافة المنزل وعدم توسيخه أو الإسهام في إحداث فوضى فيه. ويقول المرزوقي: «إذا دخلت الحمام، فاحرص على الحفاظ على نظافته ونظامه، فلا تترك الرغوة على لوح الصابون لأن منظره يكون قبيحاً. وإذا أخذت دشاً، أحرص على عدم ترك شعر في المغطس (البانيو) وجفف الأرض من الماء، ولا تكتب بأصابعك جُملاً غريبة على المرآة التي غطاها البخار. باختصار حاول أن تترك المكان أفضل مما كان عندما دخلته».
ويشير المرزوقي إلى أنه في كثير من الأحيان يستيقظ صاحب البيت باكراً لإعداد الفطور لمضيفه، لكن هذا الأخير يبقى مستغرقاً في نومه لساعة متأخرة في الصباح، أو العكس يحدث أن يستيقظ الضيف باكراً في حين يكون المضيف مستغرقاً في نومه. ولكي نتجنب مثل هذه المواقف، على المضيف أن يسأل ضيفه عن موعد اعتياده تناول الفطور. ولا يرى المرزوقي وجود أي حرج في سؤال الضيف عن ذلك، لأن بعض الأشخاص قد يجيبون بأن من عادتهم ألا يتناولوا الفطور، أو أنهم يتناولونه في وقت متأخر جداً من الصباح. من الضروري أن يطرح هذا السؤال كي يتمكن المضيف من إعداد الفطور في الوقت الصحيح.
كذلك، على الضيف أن يجلس ليتناول فطوره بكامل أناقته. إذ لا يجوز أن يتناول فطوره بالبيجاما أو الجلابية، بل عليه أن يسارع إلى الاغتسال وترتيب هندامه لدى استيقاظه من النوم ومن ثم التوجه إلى التقاء مضيفيه.

الخدم والأسرار

يلفت المرزوقي إلى أسلوب تعامل الضيف مع الخدم في بيت مضيفه، ويقول: «عليك كضيف أن تتحدث مع الخدم بطريقة معينة، فتطلب منهم خدمة ما، بصيغة السؤال وليس بصيغة الأمر»، كأن تقول: «من فضلك هل تجلب لي كوب ماء». كما يجب ألا تعطيهم إكرامية، لاسيما إذا كانوا يقدمون لك خدمة داخل البيت، فهذا من واجبهم لكونك أنت ضيف صاحب البيت. لكن يمكنك أن تعطيهم إكرامية إذا قدموا لك خدمة خاصة جداً، أرغمتْهم على الخروج من المنزل، مثل أن يأخذوا ملابسك إلى محل للتنظيف.
في سياق آخر، يطلب المرزوقي من كل ضيف الحفاظ على أسرار منزل مضيفه. من الوارد مثلاً أن تحدث مشكلة أو شجار بين الزوج وزوجته أو بين الأهل وأبنائهم في ظل وجود الضيف. وعلى هذا الأخير ألا يتدخل في هذا النزاع بتاتاً، إلا إذا كان الوضع يسمح له بذلك. لكن في الإجمال، يفضل بقاء الضيف على الحياد وعدم التدخل بين الزوج وزوجته أو أبنائه، والأهم من ذلك، التستر على الموضوع وعدم التحدث عنه إلى أشخاص آخرين.

نهاية الزيارة

ينصح محمد المرزوقي الضيف بالتأكد من توضيب كامل أغراضه قبل الذهاب. إذ ثمة أشخاص ينسون بعض أشيائهم في منزل المضيف، ما يُرغم هذا الأخير على إعادتها، أو القلق بشأنها، لاسيما إذا كان غرضاً ثميناً أو جهاز هاتف أو كاميرا..
وينبه المرزوقي إلى ضرورة الاتفاق بين الضيف وزوجته على موعد الرحيل. إذ لا يجوز مثلاً أن ينادي الرجل زوجته ليقول لها سنغادر الآن، لتجيبه بأنها غير مستعدة بعد، لأنها تنتظر فنجان القهوة، أو العكس، تعلن الزوجة استعدادها للمغادرة فيطلب منها زوجها البقاء قليلاً لينهي حديثاً.
من المهم جداً أن يشكر الضيف مضيفه بحرارة، لكن ينبه المرزوقي من مغبة إطالة لحظة الوداع على الباب. إذ يُلاحَظ حدوث هذا الأمر بين النساء، اللاتي يحلو لهن ربما فتح حوار جديد حول موضوع ما. يجب أن تراعي الضيفة أن لدى المضيفة واجبات أخرى مع ضيوف آخرين، وعلى المضيفة أن تعي أن عليها أن تعود إلى ضيوفها كي تهتم بهم

شارك الفائدة مع الآخرين...Tweet about this on TwitterShare on Google+Share on LinkedInShare on FacebookEmail this to someone