زيارات من دون موعد

حوار: كارمن العسيلي

زيارة الجار واجب عليك

في هذا العدد يشرح السيد محمد حسن المرزوقي الذي عودنا على أفكاره المميزة و آرائه المتخصصة في مجال الاتيكيت و البروتوكول, أصول الزيارات التي تتم من دون مواعيد مسبقة , مشيرا” الى أن « زيارة الجار الجديد هي احدى تلك الزيارات التي يجوز القيام بها من دون تحديد موعد مسبق ».
و يلفت المرزوقي الى أن « هذه الزيارة يجب أن تتميز بطابعها الاجتماعي التعريفي على المنطقة التي يسكن فيها الجار الجديد, و ألا تتحول الى زيارة عن النميمة». و يذكر المرزوقي أن بعض الأشخاص يستغلون هذه المناسبة للتحدث عن الجيران الآخرين بالسوء بدلا” من تزويد الجار الجديد بالمعلومات الضرورية التي يحتاج اليها, مثل الاسم المتداول للشارع الذي يسكن فيه, و المغاير للاسم الرسمي المكتوب على عقد الايجار, لتسهيل مهمة اجراء طلبية و اعطاء العنوان السهل, اضافة الى تزويده بعنوان الصيدلية المناوبة 24 ساعة, و تعريفه الى جميع المتاجر التي قد يحتاج الى الشراء منها, و اخباره باسم حارس البناية و أرقام هواتف الصيانة. لكن للأسف في مجتمعاتنا الشرقية تزور الجارة جارتها الجديدة و تقول لها: « انتبهي من تلك الجارة الساكنة في الدور الرابع فهي سيئة الطباع, أو لا تتحدثي مع ساكني الدور التاسع لأنهم شريرون». مثل هذا التصرف يعتبر خطأ” و أمرا” عير لائق, لأنها بذلك تعطي انطباعا” سيئا” عن نفسها و عن الجيران.
و يضيف:« عند زيارة الجار الجديد يمكن جلب هدية بسيطة اما للمنزل أو طبق حلوى, للتأهيل فيه و اشعاره بأنه مرحب به في المكان».

في العزاء

كذلك لا يحتاج أحد الى أخذ موعد للذهاب لتقديم العزاء لأهل الفقيد, و يعتبر المرزوقي أن « ارتداء اللون الأسود في مناسبات العزاء أمر غير ثابت عالميا”, فثمة دول يرتدي شعبها اللون الأبيض عند موت أحدهم, لهذا يجب مراعاة ثقافة البلد عند تقديم العزاء». و يعطي مثلا” عن كيفية احترام المناسبة, مشيرا” الى« أنه عندما تقرأ احدى المذيعات خبر وفاة شخصية ما في البلد, فهل ترتدي ثيابا” ملونة و كاشفة, أم تختار ثيابا” سوداء و محتشمة؟ لا يعقل أن تظهر المذيعة بثياب ملونة عند قراءتها مثل هذا الخبر, عليها أن تراعي ثقافة البلد الذي تكون فيه».
و يؤكد المرزوقي أن « أهم شيء في تقديم العزاء هو طريقة الكلام, اذ لايجوز مثلا” أن نسأل أهل الفقيد عن طريقة موته أو سبب حدوث الموت, فهم أصلا” محزونون, و هناك الكثيرون الذين يسألونهم عن السبب و هم منهمكون في أمور اخرى, يجب أن يعي الزائر أنه يذهب للعزاء لمشاركة الناس أحزانهم. كذلك, يجب عدم أخذ الأطفال العزاء, و في حال كان لابد من حضورهم, يجب على الأهل توجيه الطفل و افهامه بأن يبقى هادئا” و لا يركض أو يصرخ أو يلعب بل عليه أن يجلس بهدوء و صمت. و مثل هذه الزيارة يجب أن تكون قصيرة جدا”».
و ردا” على سؤال يتعلق بامكانية تقديم العزاء عن طريق التليفون, يقول المرزوقي: «في الاجمال يعتبر التليفون أبغض الحلول, و هو يستخدم في حال كان الشخص الراغب في تقديم العزاء موجودا” خارج الدولة أو في منطقة بعيدة عن مكان العزاء. أما في حال كان داخل الدولة و أراد أن يقدم عزاءه عبر الهاتف فأنصحه بفعل ذلك في اليوم الثالث و الأخير من أيام العزاء. لماذا؟ لأنه لو تم في أول يوم ممكن أن يفهم تصرفه على أنه لا يرغب أصلا” في المجيء, لأن ظروفه اذا ما سمحت له بذلك في اليوم الأول فقد تتغير في اليوم الثاني أو الثالث , لهذا يفضل أن يتم الاتصال في اليوم الثالث ليفهم أهل الفقيد أن هذا الشخص حاول جاهدا” في اليومين الأولين, لكنه لم ينجح, و عندما أيقن أنه لن يتمكن من المجيء اتصل ليعزي».
عند الخول الى مكان العزاء, يقول المرزوقي من غير المستحب مصافحة جميع الحضور و تعزيتهم, بل يجب أن ينحصر هذا الأمر مع أهل الفقيد فقط, بعدها يجلس المعزي في أقرب مكان يجده فارغا”, كما يجب عليه أن يراعي افساح المكان للأشخاص الجدد الذين أتوا للعزاء. يفضل أن يأخذ المعزون المشروبات التي تقدم أثناء العزاء. و لكن في حال تأخر تقديمها, و صدف وصوا أناس جدد, يمكن الاستئذان و المغادرة.
لا يجوز حسب المرزوقي, استغلال مناسبة تقديم العزاء لشخص مسؤول أو صاحب ملركز اجتماعي لمحادثته عن مشكلة ما, أو طلب خدمة ما منه. هذه الزيارة يجب أن تخصص للعزاء فقط و ل تصلح للبدء بأحاديث خارجة عن هذا السياق.

الزيارات المفاجئة

أحيانا” نرغم على زيارة شخص بشكل مفاجئ نتيجة ظرف طارئ أو بسبب موضوع مهم جدا” نريد أن نطلعه عليه. في حال زرنا هذا الشخص و طلبنا رؤيته لخمس دقائق لاطلاعه على الموضوع, يقول المرزوقي أنه يجب الالتزام بالوقت و التحدث في الموضوع الذي أتينا لأجله و ليس الدخول في مواضيع أخرى لا علاقة لها بسبب الزيارة المفاجئة.
كذلك يشدد المرزوقي على « ضرورة تقبل جميع الظروف و المواقف, التي قد تنشأ عن تلك الزيارات المفاجئة التي تتم من دون موعد مسبق. يجب مثلا” ألا يستاء الزائر في حال تأخر وقوفه أمام الباب, بل عليه تقبل ذلك برحابة صدر, لأن الخطأ خطؤه و ليس خطأ الآخرين الذين قد يكونون منهمكين في القيام بشيء ما, أو ربما كانوا نائمين أو يستحمون. أحيانا” قد يصدف أن يصل الشخص فجأة الى المكان و يطلب رؤية فلان الفلاني, فيقال له أنه غير موجود في المنزل, يجب في هذه الحالة ألا يسأل كيف يكون غير موجود و سيارته في الخارج؟ يجب تقبل أي موقف برحابة صدر, لأن مثل هذه المواقف متوقعة في الزيارات المفاجئة.

شارك الفائدة مع الآخرين...Tweet about this on TwitterShare on Google+Share on LinkedInShare on FacebookEmail this to someone